بقلم: مادلين نادر
تخصص طوال حياته العلمية في مجال الهندسة الوراثية، وحقق العديد من الإنجازات والاكتشافات التي لو كان قد تم الأخذ بها لاختلف الأمر كثيرًا في بلدنا، وبدلاً من أننا نتسول القمح من بلدان العالم المختلفة، كنا سنصبح منتجين، بل ومصدرين لأنواع متميزة من القمح وغيره من المحاصيل الغذائية الأساسية.
إنه الدكتور "أحمد مستجير" أستاذ الهندسة الوراثية والأديب والشاعر في نفس الوقت، حيث كان لـ"مستجير" تجربة علمية ناجحة لمواجهة أزمة القمح والمحاصيل الزراعية الأساسية، فقد توصل إلى استنباط سلالات من القمح والأرز تتحمل ملوحة المياه والجفاف، من خلال التهجين الخضري مع الغاب لقمح هجين يتم ريه بالماء المالح، لكنها لم تلق اهتمامـًا حقيقيـًا من قِبل المسؤولين بالدولة.
وكان من مقترحات "مستجير" أيضًا إثراء الفول البلدي بحامض الميثونين الأميني؛ لتقترب قيمته الغذائية من قيمة اللحم، وكذلك إدخال جين مقاومة فيروس الالتهاب الكبدي -وهو المرض المنتشر في مصر- إلى الموز، وغير ذلك من الاقتراحات والاكتشافات التي توصل إليها بعد أبحاث علمية طويلة، وكان دافعه في كل هذه المجهودات هو الوقوف بجوار الفقراء في مصر، ومحاولة لحل أزماتهم الاقتصادية التي تزداد يومًا بعد يوم.
** نشأته:
وُلد "مستجير" في ديسمبر من عام ١٩٣٤ بقرية "الصلاحات" بمحافظة الدقهلية، وتخرّج في قسم الوراثة بكلية الزراعة بجامعة القاهرة عام ١٩٥٤، وحصل على ماجستير في تربية الدواجن من كلية الزراعة جامعة القاهرة عام ١٩٥٨، وفي هذه الفترة عرف من خلال قراءاته "آلان روبرتسون" أستاذ علم الوراثة البريطاني، فراسله وطلب منه مساعدته للالتحاق بمعهد الوراثة بجامعة "أدنبرة"، وقد كان.
حيث حصل منه في عام 1961 على دبلوم وراثة الحيوان بدرجة امتياز، وكانت المرة الأولى في تاريخ المعهد أن يحصل طالب على هذا التقدير، ثم بدأ العمل للدكتوراة مع أستاذه "آلان روبرتسون"، والتي حصل عليها في عام 1963 من نفس المعهد عن وراثة العشائر.
ثم عمل مدرسًا بكلية الزراعة جامعة القاهرة سنة ١٩٦٤، ثم أستاذًا مساعدًا عام ١٩٧١، فأستاذًا سنة ١٩٧٤، ثم أصبح عميدًا للكلية من عام ١٩٨٦ وحتى ١٩٩٥، ثم أستاذًا متفرغـًا بها.
كان "مستجير" عضوًا في ١٢ هيئة وجمعية علمية وثقافية منها: "مجمع الخالدين"، و"الجمعية المصرية لعلوم الإنتاج الحيواني"، و"الجمعية المصرية للعلوم الوراثية"، و"اتحاد الكتاب"، و"مجمع اللغة العربية"، فضلا عن زمالته في "الأكاديمية العالمية للفنون والعلوم".
** "مستجير" الأديب والشاعر:
"في جوف كل عالم شاعر.. هو الذي يأخذه إلى طريق الأحلام والأوهام.. ليخلق منها علمـًا حقـًا.. لا علم بلا خيال، ولا شِعر بلا خيال، وشطحات الشاعر هي نفسها شطحات العالم".
هكذا كان يقول الدكتور "أحمد مستجير"، فلقد تميز بالحس المرهف والأسلوب المميز، وكان صاحب الدواوين والكتب التي وضع فيها عصارة فكره وخلاصة جهده في مجال الأدب والشعر.
بدايته مع الشعر كانت عندما قرأ ديوانـًا شعريـًا للشاعر الكبير "صلاح عبد الصبور" بعنوان: "المُلك لك"، حينها كتب "مستجير" قصيدة شعرية بعنوان "غدًا نلتقي"، وعندما قرأ "مستجير" الشعر أمام الشاعر "عبد الصبور" أثنى الأخير على هذه القصيدة، مما شجعه على الاستمرار في الكتابة، وأصدر ديوانين هما: "عزف ناي قديم"، و"هل ترجع أسراب البط؟".
مؤلفاته وكتبه:
كان لـ"مستجير" عدة مؤلفات عن الأدب والثقافة العلمية، أقدمها بعنوان "في بحور الشعر" عام 1980، و"القرصنة الوراثية"، وله سلسلة كتب بعنوان "في بحور العلم"، تصدر داخل سلسلة "اقرأ" لدار المعارف، أحدث ما صدر منها: "علم اسمه السعادة"، و"مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي"، كما أن له ترجمة لكتب أدبية؛ "ثلاثة رجال في قارب"، و"أفكار تافهة لرجل كسول" عام 1992.
**جوائز وتكريمات:
أما عن أهم الجوائز التي حصل عليها؛ فمنها جائزة الدولة التشجيعية للعلوم والزراعة عام 1974م، ووسام في العلوم والفنون التطبيقية الأولى عام 1974م، كما حصل على جائزة أفضل كتاب علمي مترجم عام 1993م، وجائزة الإبداع العلمي عام 1995م، وجائزة أفضل كتاب علمي عام 1996م، وجائزة الدولة التقديرية لعلوم الزراعة عام 1996م، وجائزة أفضل كتاب علمي لعام 1999م، وجائزة أفضل عمل ثقافي عام 2000م، وجائزة مبارك في العلوم والتكنولوجيا المتقدمة لعام 2001م، وجائزة أفضل كتاب لعام 2003م، وأخيرًا في الرابع من يوليو 2006 قدمت له مجلة "ديوان العرب" درع المجلة، تقديرًا لجهوده العلمية والأدبية.
** وفاته:
توفي في 17 أغسطس 2006 عن عمر يناهز الـ72 عامًا، وكان ذلك في أحد المستشفيات في النمسا، بعد إصابته بجلطة شديدة في المخ إثر مشاهدته أحداث التدمير والمذابح التي ارتكبتها "إسرائيل" بحق المدنيين والأطفال في "لبنان" في حرب يوليو 2006م.
تخصص طوال حياته العلمية في مجال الهندسة الوراثية، وحقق العديد من الإنجازات والاكتشافات التي لو كان قد تم الأخذ بها لاختلف الأمر كثيرًا في بلدنا، وبدلاً من أننا نتسول القمح من بلدان العالم المختلفة، كنا سنصبح منتجين، بل ومصدرين لأنواع متميزة من القمح وغيره من المحاصيل الغذائية الأساسية.
إنه الدكتور "أحمد مستجير" أستاذ الهندسة الوراثية والأديب والشاعر في نفس الوقت، حيث كان لـ"مستجير" تجربة علمية ناجحة لمواجهة أزمة القمح والمحاصيل الزراعية الأساسية، فقد توصل إلى استنباط سلالات من القمح والأرز تتحمل ملوحة المياه والجفاف، من خلال التهجين الخضري مع الغاب لقمح هجين يتم ريه بالماء المالح، لكنها لم تلق اهتمامـًا حقيقيـًا من قِبل المسؤولين بالدولة.
وكان من مقترحات "مستجير" أيضًا إثراء الفول البلدي بحامض الميثونين الأميني؛ لتقترب قيمته الغذائية من قيمة اللحم، وكذلك إدخال جين مقاومة فيروس الالتهاب الكبدي -وهو المرض المنتشر في مصر- إلى الموز، وغير ذلك من الاقتراحات والاكتشافات التي توصل إليها بعد أبحاث علمية طويلة، وكان دافعه في كل هذه المجهودات هو الوقوف بجوار الفقراء في مصر، ومحاولة لحل أزماتهم الاقتصادية التي تزداد يومًا بعد يوم.
** نشأته:
وُلد "مستجير" في ديسمبر من عام ١٩٣٤ بقرية "الصلاحات" بمحافظة الدقهلية، وتخرّج في قسم الوراثة بكلية الزراعة بجامعة القاهرة عام ١٩٥٤، وحصل على ماجستير في تربية الدواجن من كلية الزراعة جامعة القاهرة عام ١٩٥٨، وفي هذه الفترة عرف من خلال قراءاته "آلان روبرتسون" أستاذ علم الوراثة البريطاني، فراسله وطلب منه مساعدته للالتحاق بمعهد الوراثة بجامعة "أدنبرة"، وقد كان.
حيث حصل منه في عام 1961 على دبلوم وراثة الحيوان بدرجة امتياز، وكانت المرة الأولى في تاريخ المعهد أن يحصل طالب على هذا التقدير، ثم بدأ العمل للدكتوراة مع أستاذه "آلان روبرتسون"، والتي حصل عليها في عام 1963 من نفس المعهد عن وراثة العشائر.
ثم عمل مدرسًا بكلية الزراعة جامعة القاهرة سنة ١٩٦٤، ثم أستاذًا مساعدًا عام ١٩٧١، فأستاذًا سنة ١٩٧٤، ثم أصبح عميدًا للكلية من عام ١٩٨٦ وحتى ١٩٩٥، ثم أستاذًا متفرغـًا بها.
كان "مستجير" عضوًا في ١٢ هيئة وجمعية علمية وثقافية منها: "مجمع الخالدين"، و"الجمعية المصرية لعلوم الإنتاج الحيواني"، و"الجمعية المصرية للعلوم الوراثية"، و"اتحاد الكتاب"، و"مجمع اللغة العربية"، فضلا عن زمالته في "الأكاديمية العالمية للفنون والعلوم".
** "مستجير" الأديب والشاعر:
"في جوف كل عالم شاعر.. هو الذي يأخذه إلى طريق الأحلام والأوهام.. ليخلق منها علمـًا حقـًا.. لا علم بلا خيال، ولا شِعر بلا خيال، وشطحات الشاعر هي نفسها شطحات العالم".
هكذا كان يقول الدكتور "أحمد مستجير"، فلقد تميز بالحس المرهف والأسلوب المميز، وكان صاحب الدواوين والكتب التي وضع فيها عصارة فكره وخلاصة جهده في مجال الأدب والشعر.
بدايته مع الشعر كانت عندما قرأ ديوانـًا شعريـًا للشاعر الكبير "صلاح عبد الصبور" بعنوان: "المُلك لك"، حينها كتب "مستجير" قصيدة شعرية بعنوان "غدًا نلتقي"، وعندما قرأ "مستجير" الشعر أمام الشاعر "عبد الصبور" أثنى الأخير على هذه القصيدة، مما شجعه على الاستمرار في الكتابة، وأصدر ديوانين هما: "عزف ناي قديم"، و"هل ترجع أسراب البط؟".
مؤلفاته وكتبه:
كان لـ"مستجير" عدة مؤلفات عن الأدب والثقافة العلمية، أقدمها بعنوان "في بحور الشعر" عام 1980، و"القرصنة الوراثية"، وله سلسلة كتب بعنوان "في بحور العلم"، تصدر داخل سلسلة "اقرأ" لدار المعارف، أحدث ما صدر منها: "علم اسمه السعادة"، و"مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي"، كما أن له ترجمة لكتب أدبية؛ "ثلاثة رجال في قارب"، و"أفكار تافهة لرجل كسول" عام 1992.
**جوائز وتكريمات:
أما عن أهم الجوائز التي حصل عليها؛ فمنها جائزة الدولة التشجيعية للعلوم والزراعة عام 1974م، ووسام في العلوم والفنون التطبيقية الأولى عام 1974م، كما حصل على جائزة أفضل كتاب علمي مترجم عام 1993م، وجائزة الإبداع العلمي عام 1995م، وجائزة أفضل كتاب علمي عام 1996م، وجائزة الدولة التقديرية لعلوم الزراعة عام 1996م، وجائزة أفضل كتاب علمي لعام 1999م، وجائزة أفضل عمل ثقافي عام 2000م، وجائزة مبارك في العلوم والتكنولوجيا المتقدمة لعام 2001م، وجائزة أفضل كتاب لعام 2003م، وأخيرًا في الرابع من يوليو 2006 قدمت له مجلة "ديوان العرب" درع المجلة، تقديرًا لجهوده العلمية والأدبية.
** وفاته:
توفي في 17 أغسطس 2006 عن عمر يناهز الـ72 عامًا، وكان ذلك في أحد المستشفيات في النمسا، بعد إصابته بجلطة شديدة في المخ إثر مشاهدته أحداث التدمير والمذابح التي ارتكبتها "إسرائيل" بحق المدنيين والأطفال في "لبنان" في حرب يوليو 2006م.