كنز أثري كبير كان مكنونا داخل حدود محافظة بورسعيد وسط بحيرة المنزلة, بل يسبق هذا الكنز تاريخ المحافظة نفسه بعدة قرون, وهو جزيرة تنيس, ومع ذلك ظل هذا الكنز في عالم النسيان.
ولا يذكر سوي بشكل عابر في بعض الكتب أو بعض اللقاءات عن أنها جزيرة تضم بعض الآثار قيل عنها إنها فرعونية, حتي جاءت زيارة المحافظ اللواء مصطفي عبداللطيف لها منذ عدة أيام لتبدأ الجزيرة عهدا جديدا, ستخرج معه إلي النور بقرار من المحافظ الذي أبدي أسفه لعدم استغلال الموقع المهم من الناحية السياحية حتي الآن.
وكان المحافظ قد قرر زيارة الجزيرة بمناسبة يوم السياحة العالمي, وتوالت المفاجآت منذ وضع المحافظ والوفد المرافق له أقدامهم علي الجزيرة, حيث أكد طارق إبراهيم, مشرف هيئة الآثار بالجزيرة, أن أعمال الحفر والتنقيب بدأت منذ10 سنوات بالجزيرة, التي كتب عنها الكثير من مشاهير الرحالة والمؤرخين القدامي.
وتساءل المحافظ عن انتساب آثار الجزيرة إلي أي عصر أثري.. وهل هو الفرعوني كما يعرف عنها؟.. ولكن خبير الآثار أكد أن الجزيرة تعود إلي العصر الإسلامي وبعد فتح مصر, وأنها ظلت علي مدي ثلاثة قرون أحد أشهر مواقع إنتاج النسيج والحرير في مصر حتي هدمت إبان الغزو الصليبي عام642 هجريا.
وهنا أدرك المحافظ تأكيدات الاكتشافات من أن آثار الجزيرة إسلامية وليست فرعونية, حيث إن جميع المباني والمواقع المكتشفة بالجزيرة من الطوب الأحمر, الذي لم يكن معرفا في عهد الفراعنة.
وأكد خبير الآثار أن الجزيرة كان بها كثافة سكانية كبيرة ومساحتها واحد كيلومتر, وتم اكتشاف عملات من الذهب والبرونز وأواني فخارية وأدوات طبية ومخلفات أعمال نسيج ومغازل من عهد الخليفة المستنصر بالله, كما كانت أحد أهم المواقع التي يتم بها صناعة كسوة الكعبة, وأكدت ذلك كتب المقريزي والمسعودي والمقدسي.
وأعرب المحافظ عن سعادته بهذه الجزيرة من الناحية التاريخية والأثرية, وقرر مخاطبة الدكتور زاهي حواس رئيس هيئة الآثار لتوجيه مزيد من الاهتمام للجزيرة وكشف باقي كنوزها, كما قرر طبع كتاب علي نفقة المحافظة يحوي تاريخ الجزيرة والاكتشافات بها وربطها بمدينة بورسعيد, ووضعها علي الخريطة السياحية للمحافظة من خلال رحلات السائحين ورحلات مدرسية للطلبة وأبناء المدينة, استكمالا لمنظومة التنمية السياحية التي تخطط المحافظة لتنفيذها في إطار التنمية الشاملة لبورسعيد حتي عام2050.