قد تكون العنصرية مرضا لا يتضرر منه المسلمون وحدهم، ولكنهم أصبحوا بالفعل أكثر ضحاياها في دول أوروبية،
بعد تزايد حالات انتهاك حرياتهم الدينية والفردية هنا وهناك وتعدد شكاواهم من بعض التصرفات التي تحمل في طياتها مرض «الإسلاموفوبيا» أو الخوف من الإسلام ، والذي تحركه أغراض سياسية.
ففي فرنسا ، انتهكت مجموعة من أنصار اليمين المتطرف بعملية انتهاك متعمد لمقابر المسلمين في مدينة «الألزاس» الفرنسية الواقعة بالقرب من الحدود الالمانية، حيث تعرضت 30 مقبرة لعمليات تخريب وتحطيم دون أي احترام لحرمة الموتي.
ولم يترك الضالعون في هذا الحدث فرصة نسبه إلى مجهول ، بل كشفوا عن هويتهم بالتوقيع على المقابر!
وحسب تصريحات رئيس بلدية المدينة، فإن هذه الانتهاكات تأتي تعبيرا عن الرفض القاطع لجماعات اليمين المتطرف لوجود الجاليات المسلمة بمدينة الألزاس.
وفي إيطاليا، ومع تزايد مشاعر العنصرية فى مقاطعات الشمال بشكل خطير وغير مسبوق ، وجه اتحاد الجاليات الإسلامية فى البلاد أمس نداء استغاثة إلى رئيس الجمهورية جورجو نابوليتانو يدعو فيه إلى الحد من العنصرية التى يواجهونها في الشمال حيث يتمتع حزب رابطة الشمال اليمينى المتطرف المشارك فى الحكم بأغلبية واسعة.
وذكرت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء أن الخطاب الذى وجهته الجالية للرئيس الايطالى يطالب نابوليتانو بصفته الضامن للدستور وقاضي التحقيق الأول للجمهورية بالتدخل من أجل تقرير مصير المسلمين الذين يعيش معظمهم في شمال البلاد، حيث يتم انتهاك حريتهم الدينية بشدة وكرامتهم كأشخاص والتي رسمها الميثاق والاتفاقيات الأساسية في البلاد.
وأوضح الخطاب الذى يحمل توقيع رئيس الاتحاد عز الدين الزير أن «جهود مسلمي البلاد من المواطنين الإيطاليين والأجانب المقيمين لإعطاء الدعم الكامل لمبادئ الجمهورية الأساسية يتم إحباطها في كثير من الأحيان لأسباب تتعلق بمجرد الدعاية السياسية»، وذلك فى اشارة الى رابطة الشمال.