مع أول أيام العيد
أمل محمد بن سلمان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى صحابته ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ،،، وبعد
إن مما يحرق القلب وينبت الأسى في داخلنا أن نرى نسائنا وبناتنا وهنَّ يعصين الله عز وجل علانيةً مع أول أيام العيد وهذا حال كثير من الناس والله المستعان . وقد كنَّ قبل أيام في سباق للذهاب للحرم أو المساجد لصلاة الترويح والتهجد ومن لم تحضر منهنَّ اجتهدت لحضور ختم القرآن الكريم ، ومنهن اجتهدت في تلاوة القرآن الكريم مرات ومرات ، ومنهنَّ من رفعت يداها في ليالي رمضان وتقول ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عني ) فما بالهنَّ سريعاً ما نسين ليالي شهر رمضان وتجرئنَّ في معصية الله عز وجل في أول أيام العيد ، ربما قد تجهل إحداهنَّ أن هذه معصية أو تعلم أنها معصية ولكن لم تقدر الله حق قدره لذلك أسرد بعض هذه الصور المخالفة التي رأيتها مع أول أيام العيد وهي :
1. سماع الغناء ومتابعة ما فات من المسلسلات المحرمة وبالتالي الانشغال عن التكبير في ليلة العيد شكراً لله على أن وفقها لصيام وقيام شهر رمضان المبارك .
2. الخروج لصلاة العيد متبرجة بعباءة ذات زينة التي لفتت أنظار النساء قبل الرجال وقد غفلنَّ عن قوله تعالى : (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)[1] " قال السعدي رحمه الله أي: لا تكثرن الخروج متجملات أو متطيبات، كعادة أهل الجاهلية الأولى، الذين لا علم عندهم ولا دين، فكل هذا دفع للشر وأسبابه" [2].
لقد جهلنَّ والله الحجاب الشرعي ما هو ؟؟ وكيف يكون ؟
فأين تدبر القرآن خلال شهر رمضان ؟ ، يقول ابن القيم رحمه الله كلاماً يكتب بماء الذهب، قال: " ليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته : من تدبر القرآن وإطالة التأمل فيه، وجمع الفكر على معاني آياته " [3]
فإذا لم نتأثر ونتدبر ونفهم آيات الله في رمضان فمتى ؟؟
3. نزع الحياء من قلوب النساء ليس المتزوجات فقط بل حتى العذارى نزعن الحياء في لباسهنَّ بسبب عدم توجيه أهليهنَّ بذلك ، فتجدهنَّ كاسيات عاريات ، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال : (سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات ، على رؤوسهن كأسنمة البخت ، العنوهن فإنهن ملعونات ) زاد في حديث آخر : ( لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ) [4] فسبحان الله كيف ترضى المسلمة لنفسها اللعنة والطرد والبعد عن رحمة الله وجنته . وسبب ظهور ذلك كما قال الشيخ صالح المغامسي في قول الله جل وعلا : {لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا}[5] " لما ذاقا من الشجرة حصل أن بدت السوءتان لآدم وحواء فعلما أنهما وقعا في أمر عظيم. من هنا تعلم أن هذا القرآن أنزله الله هداية للناس فأول طريق للمعاصي نزع الحياء من قلب المؤمن، أول طريق للمعصية نزع الحياء من قلب المؤمن فأول ما أراده إبليس حتى يغوي آدم وزوجته وذريته لجأ إلى أول قضية أن يريهما عوراتهما فإذا كشفت السوءتان في مكان ظاهر واستمر النظر إليها تصبح النفس والعياذ بالله هين لين عليها ما ترى فتستمرئ كل الفواحش فتنساق بعد ذلك إلى المعاصي من غير أن تعلم ....... ".
وأكد بأنه " من أراد الله جل وعلا أن يعصمه أول ما يعظم فيه يعظم فيه مسألة الحياء في قلبه والإنسان إذا جبل على الحياء يقول عليه الصلاة والسلام : (الحياء لا يأتي إلا بخير) .وقد ترى أنت بعض الناس على مسألة تستغرب كيف يصنعها والفرق بينك وبينه ليس العلم فهو يعلم وأنت تعلم لكن الفرق بينك وبينه أن مسألة الحياء شجرة نابتة في قلبك والحياء في قلبه غير موجود فلما ذهب الحياء من نفسه من قلبه سهل عليه أن يأتي المعاصي، قال صلى الله عليه وسلم (كل أمتي معافى إلا المجاهرين يبيت أحدهم يستره ربه ـ أي على معصية ـ فإذا أصبح قال يا فلان أما علمت أن البارحة فعلت كذا وكذا وكذا!) يقول صلى الله عليه وسلم : (يمسي يستره الله ويصبح يكشف ستر الله عنه) نعوذ بالله من فجأة نقمته وزوال نعمته." [6]
فأين النساء من هذا الخلق العظيم ألا وهو الحياء ؟؟
فمنهنَّ من كشفت صدرها وآخرى ظهرها والثانية لبست القصير التي مجرد أن تجلس تظهر عورتها المغلظة والعياذ بالله ومنهن لبست البنطال الضيق ومعها البلوزة القصير ة بحجة أنها ساتره وللأسف لا يعني لهنّ التكشف إلا أنها تظهر جمالها إما أمام النساء وإما أمام محارمها دون النظر في أنها معصية لله عزوجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم وبدون حياء من الله وملائكته والناس أجمعين .
فو الله لا يكتمل جمال المرأة إلا بحيائها وسترها .
وهناك سؤال طرح للشيخ ابن عثيمين وضح فيه حدود العورة وحدود اللباس وكان السؤال وإجابته كما يلي [7]:
" يوجد ظاهرة عند بعض النساء وهي لبس الملابس القصيرة والضيقة التي تبدي المفاتن وبدون أكمام ومبدية للصدر والظهر وتكون شبه عارية تماماً ، وعندما نقوم بنصحهن يقلن إنهن لا يلبسن هذه الملابس إلا عند النساء وأن عورة المرأة للمرأة من السرة إلى الركبة . ما هو رأي الشرع في نظركم والاستشهاد بالأدلة من الكتاب والسنة في ذلك وحكم لبس هذه الملابس عند المحارم ؟ جزاكم الله خير الجزاء عن المسلمين والمسلمات وأعظم الله مثوبتكم .
الجواب: الحمد لله الجواب عن هذا أن يقال إنه صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : ( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا(
وفسر أهل العلم الكاسيات العاريات بأنهن اللاتي يلبسن ألبسة ضيقة أو ألبسة خفيفة لا تستر ما تحتها أو ألبسة قصيرة . وقد ذكر شيخ الإسلام أن لباس النساء في بيوتهن في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما بين كعب القدم وكف اليد كل هذا مستور وهن في البيوت أما إذا خرجن إلى السوق فقد علم أن نساء الصحابة كن يلبسن ثياباً ضافيات يسحبن على الأرض ورخص لهن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يرخينه إلى ذراع لا يزدن على ذلك وأما ما شبه على بعض النساء من قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ولا الرجل إلى عورة الرجل وأن عورة المرأة بالنسبة للمرأة ما بين السرة والركبة ) من أنه يدل على تقصير المرأة لباسها فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يقل لباس المرأة ما بين السرة والركبة حتى يكون في ذلك حجة ولكنه قال لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة فنهى الناظرة لأن اللابسة عليها لباس ضاف لكن أحياناً تنكشف عورتها لقضاء الحاجة أو غيره من الأسباب فنهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تنظر المرأة إلى عورة المرأة .
ولما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل فهل كان الصحابة يلبسون أزراً من السرة إلى الركبة أو سراويل من السرة إلى الركبة ، وهل يعقل الآن أن امرأة تخرج إلى النساء ليس عليها من اللباس إلا ما يستر ما بين السرة والركبة هذا لا يقوله أحد ولم يكن هذا إلا عند نساء الكفار فهذا الذي لُبِس على بعض النساء لا أصل له أي هذا الذي فهمه بعض النساء من هذا الحديث لا صحة له والحديث معناه ظاهر لم يقل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لباس المرأة ما بين السرة والركبة فعلى النساء أن يتقين الله وأن يتحلين بالحياء الذي هو من خلق المرأة والذي هو من الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( الحياء شعبة من الإيمان ) . وكما تكون المرأة كضرباً للمثل فيقال : ( أحيا من العذراء في خدرها ) ولم يُعلم ولا عن نساء الجاهلية أنهن كن يسترن ما بين السرة والركبة فقط لا عند النساء ولا عند الرجال فهل يريد هؤلاء النساء أن تكون نساء المسلمين أبشع صورة من نساء الجاهلية .
والخلاصة : أن اللباس شيء والنظر إلى العورة شيء آخر أما اللباس فلباس المرأة مع المرأة المشروع فيه أن يستر ما بين كف اليد إلى كعب الرجل هذا هو المشروع ولكن لو احتاجت المرأة إلى تشمير ثوبها لشغل أو نحوه فلها أن تشمر إلى الركبة وكذلك لو احتاجت إلى تشمير الذراع إلى العضد فإنها تفعل ذلك بقدر الحاجة فقط ، وأما أن يكون هذا هو اللباس المعتاد الذي تلبسه فلا . والحديث لا يدل عليه بأي حال من الأحوال ولهذا وجه الخطاب إلى الناظرة لا إلى المنظورة ولم يتعرض الرسول عليه الصلاة والسلام لذكر اللباس إطلاقاً فلم يقل لباس المرأة ما بين السرة والركبة حتى يكون في هذا شبهة لهؤلاء النساء .
وأما محارمهن في النظر فكنظر المرأة إلى المرأة بمعنى أنه يجوز للمرأة أن تكشف عند محارمها ما تكشفه عند النساء ، تكشف الرأس والرقبة والقدم والكف والذراع والساق وما أشبه ذلك لكن لا تجعل اللباس قصيراً " .
فعلى النساء أن يتقين الله عز وجل في لباسهن وسترهن و حجابهن في جميع الأحوال سواء كان في العيد أو في أي مناسبة أخرى في أي مكان كان وعلى أولياء الأمور أن يتقوا الله في الرعية ويحثوا نسائهم وبناتهم على التستر والحشمة والوقار وعدم خروجهن من البيت متبرجات ونصحهنَّ وإرشادهنَّ لما فيه خير لهن في الدنيا والآخر وليتمسكوا بدين الله وليعتصموا به .
هذا وأسأل الله عز وجل أن يستر علينا وعلى أخواتنا وأن يتقبل منا ويجعلنا من عباده المتقين ويثبت قلوبنا على دينه وطاعته إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على البشير النذير وعلى آله وصحابته أجمعين .
ما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
ونعتذر على الإطالة
أمل محمد بن سلمان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى صحابته ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ،،، وبعد
إن مما يحرق القلب وينبت الأسى في داخلنا أن نرى نسائنا وبناتنا وهنَّ يعصين الله عز وجل علانيةً مع أول أيام العيد وهذا حال كثير من الناس والله المستعان . وقد كنَّ قبل أيام في سباق للذهاب للحرم أو المساجد لصلاة الترويح والتهجد ومن لم تحضر منهنَّ اجتهدت لحضور ختم القرآن الكريم ، ومنهن اجتهدت في تلاوة القرآن الكريم مرات ومرات ، ومنهنَّ من رفعت يداها في ليالي رمضان وتقول ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عني ) فما بالهنَّ سريعاً ما نسين ليالي شهر رمضان وتجرئنَّ في معصية الله عز وجل في أول أيام العيد ، ربما قد تجهل إحداهنَّ أن هذه معصية أو تعلم أنها معصية ولكن لم تقدر الله حق قدره لذلك أسرد بعض هذه الصور المخالفة التي رأيتها مع أول أيام العيد وهي :
1. سماع الغناء ومتابعة ما فات من المسلسلات المحرمة وبالتالي الانشغال عن التكبير في ليلة العيد شكراً لله على أن وفقها لصيام وقيام شهر رمضان المبارك .
2. الخروج لصلاة العيد متبرجة بعباءة ذات زينة التي لفتت أنظار النساء قبل الرجال وقد غفلنَّ عن قوله تعالى : (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)[1] " قال السعدي رحمه الله أي: لا تكثرن الخروج متجملات أو متطيبات، كعادة أهل الجاهلية الأولى، الذين لا علم عندهم ولا دين، فكل هذا دفع للشر وأسبابه" [2].
لقد جهلنَّ والله الحجاب الشرعي ما هو ؟؟ وكيف يكون ؟
فأين تدبر القرآن خلال شهر رمضان ؟ ، يقول ابن القيم رحمه الله كلاماً يكتب بماء الذهب، قال: " ليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته : من تدبر القرآن وإطالة التأمل فيه، وجمع الفكر على معاني آياته " [3]
فإذا لم نتأثر ونتدبر ونفهم آيات الله في رمضان فمتى ؟؟
3. نزع الحياء من قلوب النساء ليس المتزوجات فقط بل حتى العذارى نزعن الحياء في لباسهنَّ بسبب عدم توجيه أهليهنَّ بذلك ، فتجدهنَّ كاسيات عاريات ، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال : (سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات ، على رؤوسهن كأسنمة البخت ، العنوهن فإنهن ملعونات ) زاد في حديث آخر : ( لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ) [4] فسبحان الله كيف ترضى المسلمة لنفسها اللعنة والطرد والبعد عن رحمة الله وجنته . وسبب ظهور ذلك كما قال الشيخ صالح المغامسي في قول الله جل وعلا : {لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا}[5] " لما ذاقا من الشجرة حصل أن بدت السوءتان لآدم وحواء فعلما أنهما وقعا في أمر عظيم. من هنا تعلم أن هذا القرآن أنزله الله هداية للناس فأول طريق للمعاصي نزع الحياء من قلب المؤمن، أول طريق للمعصية نزع الحياء من قلب المؤمن فأول ما أراده إبليس حتى يغوي آدم وزوجته وذريته لجأ إلى أول قضية أن يريهما عوراتهما فإذا كشفت السوءتان في مكان ظاهر واستمر النظر إليها تصبح النفس والعياذ بالله هين لين عليها ما ترى فتستمرئ كل الفواحش فتنساق بعد ذلك إلى المعاصي من غير أن تعلم ....... ".
وأكد بأنه " من أراد الله جل وعلا أن يعصمه أول ما يعظم فيه يعظم فيه مسألة الحياء في قلبه والإنسان إذا جبل على الحياء يقول عليه الصلاة والسلام : (الحياء لا يأتي إلا بخير) .وقد ترى أنت بعض الناس على مسألة تستغرب كيف يصنعها والفرق بينك وبينه ليس العلم فهو يعلم وأنت تعلم لكن الفرق بينك وبينه أن مسألة الحياء شجرة نابتة في قلبك والحياء في قلبه غير موجود فلما ذهب الحياء من نفسه من قلبه سهل عليه أن يأتي المعاصي، قال صلى الله عليه وسلم (كل أمتي معافى إلا المجاهرين يبيت أحدهم يستره ربه ـ أي على معصية ـ فإذا أصبح قال يا فلان أما علمت أن البارحة فعلت كذا وكذا وكذا!) يقول صلى الله عليه وسلم : (يمسي يستره الله ويصبح يكشف ستر الله عنه) نعوذ بالله من فجأة نقمته وزوال نعمته." [6]
فأين النساء من هذا الخلق العظيم ألا وهو الحياء ؟؟
فمنهنَّ من كشفت صدرها وآخرى ظهرها والثانية لبست القصير التي مجرد أن تجلس تظهر عورتها المغلظة والعياذ بالله ومنهن لبست البنطال الضيق ومعها البلوزة القصير ة بحجة أنها ساتره وللأسف لا يعني لهنّ التكشف إلا أنها تظهر جمالها إما أمام النساء وإما أمام محارمها دون النظر في أنها معصية لله عزوجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم وبدون حياء من الله وملائكته والناس أجمعين .
فو الله لا يكتمل جمال المرأة إلا بحيائها وسترها .
وهناك سؤال طرح للشيخ ابن عثيمين وضح فيه حدود العورة وحدود اللباس وكان السؤال وإجابته كما يلي [7]:
" يوجد ظاهرة عند بعض النساء وهي لبس الملابس القصيرة والضيقة التي تبدي المفاتن وبدون أكمام ومبدية للصدر والظهر وتكون شبه عارية تماماً ، وعندما نقوم بنصحهن يقلن إنهن لا يلبسن هذه الملابس إلا عند النساء وأن عورة المرأة للمرأة من السرة إلى الركبة . ما هو رأي الشرع في نظركم والاستشهاد بالأدلة من الكتاب والسنة في ذلك وحكم لبس هذه الملابس عند المحارم ؟ جزاكم الله خير الجزاء عن المسلمين والمسلمات وأعظم الله مثوبتكم .
الجواب: الحمد لله الجواب عن هذا أن يقال إنه صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : ( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا(
وفسر أهل العلم الكاسيات العاريات بأنهن اللاتي يلبسن ألبسة ضيقة أو ألبسة خفيفة لا تستر ما تحتها أو ألبسة قصيرة . وقد ذكر شيخ الإسلام أن لباس النساء في بيوتهن في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما بين كعب القدم وكف اليد كل هذا مستور وهن في البيوت أما إذا خرجن إلى السوق فقد علم أن نساء الصحابة كن يلبسن ثياباً ضافيات يسحبن على الأرض ورخص لهن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يرخينه إلى ذراع لا يزدن على ذلك وأما ما شبه على بعض النساء من قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ولا الرجل إلى عورة الرجل وأن عورة المرأة بالنسبة للمرأة ما بين السرة والركبة ) من أنه يدل على تقصير المرأة لباسها فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يقل لباس المرأة ما بين السرة والركبة حتى يكون في ذلك حجة ولكنه قال لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة فنهى الناظرة لأن اللابسة عليها لباس ضاف لكن أحياناً تنكشف عورتها لقضاء الحاجة أو غيره من الأسباب فنهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تنظر المرأة إلى عورة المرأة .
ولما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل فهل كان الصحابة يلبسون أزراً من السرة إلى الركبة أو سراويل من السرة إلى الركبة ، وهل يعقل الآن أن امرأة تخرج إلى النساء ليس عليها من اللباس إلا ما يستر ما بين السرة والركبة هذا لا يقوله أحد ولم يكن هذا إلا عند نساء الكفار فهذا الذي لُبِس على بعض النساء لا أصل له أي هذا الذي فهمه بعض النساء من هذا الحديث لا صحة له والحديث معناه ظاهر لم يقل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لباس المرأة ما بين السرة والركبة فعلى النساء أن يتقين الله وأن يتحلين بالحياء الذي هو من خلق المرأة والذي هو من الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( الحياء شعبة من الإيمان ) . وكما تكون المرأة كضرباً للمثل فيقال : ( أحيا من العذراء في خدرها ) ولم يُعلم ولا عن نساء الجاهلية أنهن كن يسترن ما بين السرة والركبة فقط لا عند النساء ولا عند الرجال فهل يريد هؤلاء النساء أن تكون نساء المسلمين أبشع صورة من نساء الجاهلية .
والخلاصة : أن اللباس شيء والنظر إلى العورة شيء آخر أما اللباس فلباس المرأة مع المرأة المشروع فيه أن يستر ما بين كف اليد إلى كعب الرجل هذا هو المشروع ولكن لو احتاجت المرأة إلى تشمير ثوبها لشغل أو نحوه فلها أن تشمر إلى الركبة وكذلك لو احتاجت إلى تشمير الذراع إلى العضد فإنها تفعل ذلك بقدر الحاجة فقط ، وأما أن يكون هذا هو اللباس المعتاد الذي تلبسه فلا . والحديث لا يدل عليه بأي حال من الأحوال ولهذا وجه الخطاب إلى الناظرة لا إلى المنظورة ولم يتعرض الرسول عليه الصلاة والسلام لذكر اللباس إطلاقاً فلم يقل لباس المرأة ما بين السرة والركبة حتى يكون في هذا شبهة لهؤلاء النساء .
وأما محارمهن في النظر فكنظر المرأة إلى المرأة بمعنى أنه يجوز للمرأة أن تكشف عند محارمها ما تكشفه عند النساء ، تكشف الرأس والرقبة والقدم والكف والذراع والساق وما أشبه ذلك لكن لا تجعل اللباس قصيراً " .
فعلى النساء أن يتقين الله عز وجل في لباسهن وسترهن و حجابهن في جميع الأحوال سواء كان في العيد أو في أي مناسبة أخرى في أي مكان كان وعلى أولياء الأمور أن يتقوا الله في الرعية ويحثوا نسائهم وبناتهم على التستر والحشمة والوقار وعدم خروجهن من البيت متبرجات ونصحهنَّ وإرشادهنَّ لما فيه خير لهن في الدنيا والآخر وليتمسكوا بدين الله وليعتصموا به .
هذا وأسأل الله عز وجل أن يستر علينا وعلى أخواتنا وأن يتقبل منا ويجعلنا من عباده المتقين ويثبت قلوبنا على دينه وطاعته إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على البشير النذير وعلى آله وصحابته أجمعين .
ما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
ونعتذر على الإطالة