السيدة نفسية, ابنة الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ـ ولدت في11 ربيع الأول عام145 هجرية
ونشأت علي العبادة والزهد في الدنيا والفقه في الدين وتزوجت من ابن عمها اسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين, وقد رزقا بالقاسم وأم كلثوم.
ويذكر مؤرخو آل البيت أن السيدة نفسية أدت فريضة الحج ثلاثين مرة, معظمها أدتها سيرا علي الأقدام, وأنها وصلت مع زوجها إلي مصر في شهر رمضان عام193 هجرية وكان عمرها آنذاك48 عاما وقد استقبلها أهل مصر بحفاوة بالغة, فهي من آل بيت رسول الله وهي نفيسة العلم وكانوا علي يقين من قربها الشديد من الله سبحانه وتعالي الذي يستجيب لدعائها, حتي انهم كانوا يقصدونها ويسألونها الدعاء لهم حتي يفرج الله سبحانه وتعالي كربتهم ويرفع عنهم المكروه فيستجيب الخالق لها.. وربما كان هذا ما يفسر توافد الناس إلي ضريحها وزيارة قبرها ومسجدها ويذكر ان الإمام الشافعي رحمه الله زارها وطلب منها الدعاء له, ولما توفي عام204 هجرية سار الناس بنعشه حتي دارها فصلت عليه الجنازة.
كما يذكر أن السيدة نفسية ـ رضي الله عنها ـ ظلت تحفر حفرة بيديها الشريفتين داخل دارها بدرب السباع بالقاهرة ـ وكانت تتعبد داخلها وكأنها غار وكانت تتلو فيها القرآن الكريم وتصلي النوافل, ويقال إنها ختمت القرآن بداخلها نحو190 مرة حتي فاضت روحها الطاهرة إلي بارئها عز وجل في شهر رمضان عام208 هجرية, وكانت تتلو سورة الأنعام, فعندما أحست بقرب منيتها نطقت الشهادتين, وبعد وفاتها أراد زوجها نقل جثمانها الطاهر إلي المدينة المنورة لدفنه في البقيع مع الصحابة الكرام, لكن أهل مصر توافدوا إلي دارها وتوسلوا اليه ليدفنها بمصر, لتظل فيها بعد أن عاشت معهم15 عاما من عمرها لكنه اعتذر لهم حتي رأي في منامه رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول له يااسحاق.. لا تعارض أهل مصر في نفيسة.. لأن الرحمة تنزل عليهم ببركتها وهكذا تراجع زوجها عن قراره, فدفنها في القبر الذي كانت قد حفرته بيديها الشريفتين, وهو مكان مشهدها الآن الذي صار ضريحها الذي يزوره الآلاف من أهل مصر والذي أقيم حوله المسجد المسمي باسمها حاليا بحي الخليفة.
المسجد والضريح
أما قصة بناء المسجد فقد أوردها المقريزي في خططه, مشيرا إلي أن أول من بني علي قبرها مسجدا هو عبيد الله بن السري بن الحكم والي مصر في الدولة الأموية, وعندما أصبحت مصر عاصمة للخلافة الفاطمية أعيد بناء الضريح وتم وضع قبة عليه وتم تدوين تاريخ البناء علي لوحة من الرخام وضعت علي باب الضريح وكان مذكورا فيها أنه بني عام482 هجرية, وفي عام532 هجرية تم تجديد القبة وكسوة المحراب بالرخام بعد أن تصدعت القبة.
ويذكر الجبرتي في كتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار أن الأمير عبدالرحمن قام عام1173 هجرية باعادة عمارة الضريح والمسجد وخصص بابا لدخول السيدات إليهما وفصله عن الباب الآخر الذي خصصه للرجال, وهو التقسيم الموجود منذ ذلك الوقت وحتي الآن.
بدع وخرافات
الغريب أن هناك سلوكيات خاطئة متوارثة وكأنها معتقدات رغم أنها بدع, ومن أبرزها وجود بعض الباعة عند مدخل المسجد والضريح يبيعون مكانس يدوية من اللوف أو قش الأرز, ومن يشتريها يدخل بها الضريح لكنسه والدعاء علي أعدائهم أو من يظلمونهم وهو ما يعبرون عنه بالقول الدارج كنست عليه السيدة نفيسة كما أن البعض يدعو بالشر والسوء والانتقام من الآخرين ويتمسحون بأيديهم وملابسهم في الضريح, الدعاة المسئولين عن المسجد لا يرشدون الرواد ربما لأن هذه المعتقدات والممارسات الخاطئة ترسخت خلال قرون طويلة ولا يمكنهم وحدهم تغييرها, فهي تحتاج إلي تغيير مفاهيم لدي المجتمع تشارك فيه مؤسسات الدعوة والإعلام والمجتمع المدني والتعليم والثقافة وغيرها.
مؤسسة الشعراوي
وأمام ساحة المسجد توجد استراحة فضيلة الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي التي كان يتعبد فيها ويلتقي ضيوفه ويرعي فيها الأيتام خلال حياته وبعد رحيله تحولت إلي مؤسسة يديرها نجله عبدالرحيم الشعراوي, وعندما حاولنا البحث عن المكتبة الخاصة بالمسجد وجدناها عبارة عن أرفف خشبية ومكتبات صغيرة بها مصاحف وكتيبات للأدعية وتخلو تقريبا من تفاسير القرآن الكريم وكتب الفقه والشريعة والسنة المطهرة.. وأخيرا عندما سألنا أين مجالس العلم في مسجد نفيسة العلم؟ قيل لنا: هناك درس ديني يوم الجمعة وآخر يوم الأحد من كل أسبوع.
ونشأت علي العبادة والزهد في الدنيا والفقه في الدين وتزوجت من ابن عمها اسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين, وقد رزقا بالقاسم وأم كلثوم.
ويذكر مؤرخو آل البيت أن السيدة نفسية أدت فريضة الحج ثلاثين مرة, معظمها أدتها سيرا علي الأقدام, وأنها وصلت مع زوجها إلي مصر في شهر رمضان عام193 هجرية وكان عمرها آنذاك48 عاما وقد استقبلها أهل مصر بحفاوة بالغة, فهي من آل بيت رسول الله وهي نفيسة العلم وكانوا علي يقين من قربها الشديد من الله سبحانه وتعالي الذي يستجيب لدعائها, حتي انهم كانوا يقصدونها ويسألونها الدعاء لهم حتي يفرج الله سبحانه وتعالي كربتهم ويرفع عنهم المكروه فيستجيب الخالق لها.. وربما كان هذا ما يفسر توافد الناس إلي ضريحها وزيارة قبرها ومسجدها ويذكر ان الإمام الشافعي رحمه الله زارها وطلب منها الدعاء له, ولما توفي عام204 هجرية سار الناس بنعشه حتي دارها فصلت عليه الجنازة.
كما يذكر أن السيدة نفسية ـ رضي الله عنها ـ ظلت تحفر حفرة بيديها الشريفتين داخل دارها بدرب السباع بالقاهرة ـ وكانت تتعبد داخلها وكأنها غار وكانت تتلو فيها القرآن الكريم وتصلي النوافل, ويقال إنها ختمت القرآن بداخلها نحو190 مرة حتي فاضت روحها الطاهرة إلي بارئها عز وجل في شهر رمضان عام208 هجرية, وكانت تتلو سورة الأنعام, فعندما أحست بقرب منيتها نطقت الشهادتين, وبعد وفاتها أراد زوجها نقل جثمانها الطاهر إلي المدينة المنورة لدفنه في البقيع مع الصحابة الكرام, لكن أهل مصر توافدوا إلي دارها وتوسلوا اليه ليدفنها بمصر, لتظل فيها بعد أن عاشت معهم15 عاما من عمرها لكنه اعتذر لهم حتي رأي في منامه رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول له يااسحاق.. لا تعارض أهل مصر في نفيسة.. لأن الرحمة تنزل عليهم ببركتها وهكذا تراجع زوجها عن قراره, فدفنها في القبر الذي كانت قد حفرته بيديها الشريفتين, وهو مكان مشهدها الآن الذي صار ضريحها الذي يزوره الآلاف من أهل مصر والذي أقيم حوله المسجد المسمي باسمها حاليا بحي الخليفة.
المسجد والضريح
أما قصة بناء المسجد فقد أوردها المقريزي في خططه, مشيرا إلي أن أول من بني علي قبرها مسجدا هو عبيد الله بن السري بن الحكم والي مصر في الدولة الأموية, وعندما أصبحت مصر عاصمة للخلافة الفاطمية أعيد بناء الضريح وتم وضع قبة عليه وتم تدوين تاريخ البناء علي لوحة من الرخام وضعت علي باب الضريح وكان مذكورا فيها أنه بني عام482 هجرية, وفي عام532 هجرية تم تجديد القبة وكسوة المحراب بالرخام بعد أن تصدعت القبة.
ويذكر الجبرتي في كتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار أن الأمير عبدالرحمن قام عام1173 هجرية باعادة عمارة الضريح والمسجد وخصص بابا لدخول السيدات إليهما وفصله عن الباب الآخر الذي خصصه للرجال, وهو التقسيم الموجود منذ ذلك الوقت وحتي الآن.
بدع وخرافات
الغريب أن هناك سلوكيات خاطئة متوارثة وكأنها معتقدات رغم أنها بدع, ومن أبرزها وجود بعض الباعة عند مدخل المسجد والضريح يبيعون مكانس يدوية من اللوف أو قش الأرز, ومن يشتريها يدخل بها الضريح لكنسه والدعاء علي أعدائهم أو من يظلمونهم وهو ما يعبرون عنه بالقول الدارج كنست عليه السيدة نفيسة كما أن البعض يدعو بالشر والسوء والانتقام من الآخرين ويتمسحون بأيديهم وملابسهم في الضريح, الدعاة المسئولين عن المسجد لا يرشدون الرواد ربما لأن هذه المعتقدات والممارسات الخاطئة ترسخت خلال قرون طويلة ولا يمكنهم وحدهم تغييرها, فهي تحتاج إلي تغيير مفاهيم لدي المجتمع تشارك فيه مؤسسات الدعوة والإعلام والمجتمع المدني والتعليم والثقافة وغيرها.
مؤسسة الشعراوي
وأمام ساحة المسجد توجد استراحة فضيلة الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي التي كان يتعبد فيها ويلتقي ضيوفه ويرعي فيها الأيتام خلال حياته وبعد رحيله تحولت إلي مؤسسة يديرها نجله عبدالرحيم الشعراوي, وعندما حاولنا البحث عن المكتبة الخاصة بالمسجد وجدناها عبارة عن أرفف خشبية ومكتبات صغيرة بها مصاحف وكتيبات للأدعية وتخلو تقريبا من تفاسير القرآن الكريم وكتب الفقه والشريعة والسنة المطهرة.. وأخيرا عندما سألنا أين مجالس العلم في مسجد نفيسة العلم؟ قيل لنا: هناك درس ديني يوم الجمعة وآخر يوم الأحد من كل أسبوع.